الاثنين، 2 نوفمبر 2015

الميتافزيقية الجهنمية في شرحِ النفسية السوداوية

لُقيمات :

                       الميتافزيقية الجهنمية في شرحِ النفسية السوداوية


أولا :

ويُحكي في التراثِ أن أبوالخير الأكبر قد جلسَ في عباءته حالكة السوادِ ... عدّل من عمامته ثمّ أخذ يحكي للجالسين حوله فيقول :


وحدثَ في يوم إثِر حدوث فاجعة في مملكة الغابة، المُتنامية الأطراف، المُتشعبة الأركان، المُختلفة اللهجات بين الحيوانات .

أن هنالك خراب واسع قد شمل رُكن قصيّ في الغابة .. وهو الركن الجماليّ الذي يُسكبها الرونق والبهاء .. الذي الذي كانت الغابة كُلها تستقي منه المعرفة وتنهلُ العلمَ ... الرُكن الذي كان في عهد غابر أيام العصور الأولي من الديناصورات يجتمع فيه الحكماء منهم والمُتفلسفين والمُتمنطقين ... وكل من أراد المعرفة قصد هذا الرُكن القصي الفرح المُبهج ..


وجيئ بالمسئول عن هذا الرُكن وكان هو الطاووس فقِيل له :

لابد من أن تتبع الخطوات التالية، حتي لا يعم الفوضي، وتنتشر الفتن ما ظهرَ منها وما بطن :


فأولاً : تشجب وتعترض، وتتحدث بأن ما في اليد حِيلة... الزمام انفلت ... وهذا الرُكن لم يكُ مُجهز ..


ثانيًا : العامة والدهماء سيثورون وهذا في صالحنا، ويصب في معين ما نسعي إليه، فحينها ما عليك سوي أن تتركَ المنصب وتنزل من عليه رُغمًا عن أنفك، وبهذا سيكون الموقف احتوِي، وعلا نجمنا نحن، وستُعوض .


ثالثًا : نحن بدورنا .. سنجعل الحمام ينشرُ أخبار هذا كُله بين الكُلِ .. وسنحكم الزمام مرة أُخري .. وأما المُتضررين من الخرابِ في هذا الرُكن القصي الجميل، سنعوضه بما يملأ به معدته ويُسكت فمه .







ثانيًا :


كل ما كان كان .. وكُل ما سيكون كان وسيُطوي ... وكُل عسير كان سهلاً ... وكل مستحيل كان عسيرًا ... وكل عسير ومستحيل قد يُصبح يومًا سهل الإدراك ... يسير المنال ... خفيف في الوصول إليه .. فالمستحيل ليس عدميًا وإنما نسبي يزول بزوال المُسبب .. ويُسعي إليه بإعمال تلافيف العقل والتحوال في رُدهات الفكر ...


هذه القطعة المنمنة يتردد صداها داخلي مذ أيام ولا أعلم سبب لها ...







ثالثًا :

ويُحكي في مُجلدات التراثِ المهترئة أوراقها. ... أن أبوالخير الأكبر قد جلس وسط ثُلة من أترابه  .. وأقداح الشاي الحِبر الأسود تدور رحاها بين الأكف العريضة .. ثمّ أخذ يحكي للجالسين حوله فأنشأ يقول :


وحدث يومًا أن فتاة هيفاء القد ... ممشوقة القوام .. ريانة العود .. وضاءة الوجه .. حسنة الحديث ... راقية الفكر والمنطق .


أخذت تُحدث نفسها، وهي قد تعودّت علي هذا مذ نعومة أظفارها وقت أن كانت تُلاعب عرائسها .. فالطبعُ يغلبُ التطبعَ .. أن الدُنيا بما فيها من أتراح وأفراح .. حياة وانقباض للأراوح .. سعادة عند الوصول للمُبتغي وتحسر عند الفشل .. فالدنيا الدانية قصيرة، نبع قِصرها مذ اليوم الأول الذي نزل فيه آدم النبي من الجنة بعد أن عصي الرب وأقترب من الشجرةِ ... أُنزِلَ لعمارة الكونِ ووضع البصمة .. والخالق العظيم خلقه وألق ليري خِشاشِ الأرض.. فهذا الانسان إله علي الأرض جُعِل ليدرأ الشر ويُفضل الخير ..
ولكن ؟؟

هل الخالق خلقنا لنعيث في الأرض فقط من أجل إملاء البطون طعامًا وشُربًا، فالنمو ... فالدراسة .. فالزواج .. فإنجاب الأولاد .. فتأخذنا روتينة الحياة ونمطيتها في عباءتها .. فسُكني الأمتار الصغيرة وحدنا حيث ظلام دامس ولا يرافقنا من الخارج سوي بلل الخدين وانهمار الأدمع .

هل هذه هي الحياة التي من أجلها اوجدنا الخالق ؟

هل هذه هي الغاية العظمي التي من شانها أصبحنا إلهه تسير علي الأرض ؟

مُستحيل ..


وعند هذا الحد تثاءب أبوالخير الأكبر ... وهذا إيذان منه لنا .. بالخروجِ من لدنه فهو في حاجة لا للنومِ ولكن لإعمال عقله .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا تعريف لباب لٌقيمات :

وهنا ما سقط من المقالات .. دفقات شعورية .. شذرات فكرية تسللت إلي سطح العقل في خيفة من الأمر وكان لابد من اصطيادها بالقلم وتكبيلها بالأوراق حتي لا تلفت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق