الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

موت " سقراط "








صورة مُستفهمة:

أولاً : لنستهل الحديث عن الصورة .. فهذه لوحة للفنان جاك لو ديفيد .. وهي بعنوان " موت سقراط " .. ولكن للصورة حكاية .. واستشكال عظيم .. واستفهام جليل ..!

فلقد أٌلقي القبض علي سقراط .. لأنه كان يُحط من قدر الآلهة القديمة والتي كان يدين بها مُعظم الأثنيين  في المحاضرات التي كان يُليقها حول تلاميذه النبلاء وكما البعض يعلم _ وليعلم الكل _ أنه كان من بينهم أفلاطون .. الذي أخذه عن سقراط فنفع به نفع وتلاميذ ونقله لأرسطو الذي هو الآخر كان له دور كبير وإسهامات عُظمي في الفلسفة .. بجانب أنه كان المُعلم الأول للاسكندر الأكبر..
وتمت محاكمة سقراط .. بالرغم من أنه استبسل في الدفاع عن ذاته في صلادة رأي .. وقوة حُجة ودليل قوي .. فهو فيلسوف يبني أحاديثه علي المنطق والاستدلال القويم ..
وتقرر أحد أمرين وكانا أمامه إما أن يختار بين النفي أو الموت بالسم .. فاختار الثاني لأن في النفس دليل علي أنه يتراجع عن آراه المنشورة بين تلاميذه وأنه يتخاذل عن منطقه وما ينشره في الأوساط .. بل أنه سيفسد حين يخرج من مكانه وسيحتاج إلي سنوات ليقرع الباقيين بحُججه ..
 فاختار الموت بالسم .. علي الرغم من أن بعض الأصدقاء عنده كان في مقدرتهم رشوة حُجاب السجن .. ولكنه رفض رفضًا قاطعًا لأنه في كذا تراجع ..

وأختار الموت بالسم .. وكما تُطلعنا اللوحة عليه وهو يتجرع السم .. وجواره تلميذه أفلاطون .. وعند السُلم تظهر زوجته التي كانت تكيل له المكاييل في حياته .. حيث عرفت أثناء السفر الوئيد في كتاب " أفتح قلبك " للأستاذ عبد الوهاب مطاوع .. أن سقراط كان يعمل بالنقاشة .. ولكن له مريدين بعدد حب الرمال .. ومعروف أن زوجته كانت تقف له بالمرصاد وتصب علي رأسه جام الغضب ..

وربما إشارة سقراط بإصبع يده إلي السماء في اللوحة .. في استدلال علي أنه لا يزال عند آراه ومعتقداته لم ينفك عنها .. وأن حرية الرأي والدفاع والاستبسال من أجلها له ثمن أيّ ثمن .. مهما عظم شأنه وتباينت فداحته ..

ومن الأساس ..
ما قيمة الفرد إن لم يكُ مُتمتعًا بحرية الرأي .. وإبداء الفكرة دون الخوف من بطش أو جور وظلم ؟

بل إن غلوت وقلت ما قيمة الفرد إنّ لم يك له رأي وكان إمعه .؟

أو قل ما قيمة الفرد إن لم يصنع العلامة الفارقة .. ويُعمر الأرض .. ويبذر البذور ليخرجَ بالثِمار ؟


|||||||||||||||||||||||||
ولقد أردت أذيع هذا حتي لا يضيع مني في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي ... ,والمقالة القادمة بإذن المولي في الغد بعنوان " عنها _ الجزء الأول " ..
مع كُل التحية ..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق