الاثنين، 12 أكتوبر 2015

دفع المُداراة ... وتوهم المُصانعة ( عن رامتان )



                      

الاسمُ غرِيبُ، ربما قد يعرفه رُهيط من البعضِ، والكثيرُ الآخر المُتدفق كسيلِ العرمِ ربما لم يتماهي إلي أّذنه من ذي قبلِ ولم تتراقص أحرفه أمام عينه، وهُنالك صِنف ثالث ربما يكونُ قد سمعه في محفلِ ما قد حضره أو مُناسبة تواجد داخلها ، ولكنه ما إن حط لديه مرة أخري وسلكَ طريقًا داخل عقله يلتمسُ الركونَ والاهتداء، وجري بين المخزونِ في الذاكرةِ لعله يعثرُ علي معناه، ولكنه تعثّر... فليس كُل ما يُتمني يُدرك ... فخرجت الكلمة من الطرفِ الثان، من صِوان الأذن الآخر، خائبة الرجا.. خاسرة .. خالية الوِفاض .. صِفر اليدين... لم تعرف طعم الراحة ولم تذوقها.

المدونة اسمها " رامتان "....
 وهذا هو الإسم المُختار الذي وقع علي أذني كوقعِ الندي الرقراق المُنساب في باكورةِ الصباحِ علي الزهرِ المُبهج الفرح ... فإنتشيت وقتها وعزمت الأمر أيّ عزم علي أن أربط أسبابي بأسبابِ هذا الإسم...
أعلم علم اليقين أنه ربما قد تكونُ في عقلكم ورُدهاته أنني أختار الغريب من اللفظ لألفت الروءس تجاهي، أو أنني كما يُقال لمن يحاول إظهار نفسه في كوني أتباهي بالعضلات ولكنني لا أفعل لا هذا ولا ذاك وإليكم الأسباب :

 
1- نري دومًا في الموالِد وحول الأضرحة ومساجد أولياء الله الصالحين في القاهرةِ العظيمة، ما نطلقُ عليهم دراويش، فهنالك دراويش السيدة زينب ودارويش الحُسين وغيرهم، ودومًا الدرويش هذا يلفتُ النظرَ لغرابةِ شكله ومظهره والفطرة التي هو عليها، فأتمني أن أكون درويشًا للأدب هذا الذي يكتبُ علي السجية ... ما يدورُ في تضاعيف عقله يُخرجه علي الورق ... بلا تزيف ولا إدعاء ولا تباهي بعضلات لم ولن تنمو لدنُي أبدًا ما حييت .

2
- الغريب دومًا يُلتفت إليه ... والشاذ علي القاعدة المُتعارف عليها تُلوي الأعناق تجاهه رُغمًا عنها لتعرفَ ماذا يفعلُ ؟ وإن لاقي الأمر استحسان فالتشجيع والأخذ باليد .. وإن لم يكن فإبداء الرأي في نقد بناء يبنيه ويُبقي أوجه القصور عنده.

أتحدث من البداية إلي الآن عن الأسباب والمُسمي وكذا وكذا ولم أتكلم في ماهية هذا الاسم وفيم كان يخص فيم مضي ؟

فالاسم جِئت به من الحبيب إلي العقل ... القريب من القلب ...  من تمنيت لقاءه ولو دقائق معدودات حتي أقف بين يديه وأسمع منه وأطلب منه الرأي والمشورة، ولكن الواقع ضنّ عليّ بذلك والزمن قد وقف حائلاً وتبقي لي العزاء في الأحلام سواء اليقظة أو عندما أغط في النومِ ...
جِئت به من الرجل الذي أسرني بفكره ... حجزني عنده بُلغته ... بهرني بحُجته ... أدهشني بتنويره ... تقريبًا كُل ما كتبته ونُسِي وما أكتبه في الوقت الحاضر ويُنازع الخروج وإن قُدِر لي ما سأكتبه في المستقبل القريب منه أو البعيد أهديه لهذا الرجل العظيم الذي له أيادِ عليّ في كافة المسالك والشِعاب ..
إنه نِبراس الأدب .. بل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .

ففيم مضي كان بيت العميد القائم في منطقة الاهرام، والذي تحول الآن إلي مُتحف تابع لوزارة الثقافةومفتوح للجميع لزيارته، وسُمِي البيت بإسم _ رامتان _ .
رامتان وهي مُثني رامة .
والرامة : هي
موضع بالبادية يستريح لديه المسافر ..
والعميد أطلق علي المنزل رامتان نظرًا لأنه كان مُكون من مسكنيين فأما الأول فهو له ومعه زوجته المصون، حرمه السيدة سوزان، والثاني كان يعيش فيه ولده مؤنس مع زوجته وهي حفيدة أمير الشعراء أحمد بك شوقي


فتلك كانت رامتان الدكتور طه حسين .. أما رامتان الخاصة بي _ وهي مثني أي لسببين وعلتين_ فهما كالآتي :

1- كما هو مُوضح من التسمية أن رامتان هي موضع للاستراحة وإراحة الجسد المكدود من وعثاء السفر الطويل، وكذا أيضًا سأتخذها ذريعة للراحة وأبث فيها بعض من الشوارد قبل أن تفر هاربة ... أعبأ الهلاوس لعلها في يوم من الأيام تتبدل إلي واقع ملموس ومحسوس ... أضع أضغاث الأحلام ... أوثق تبعثر الأفكار .. وذاك كُله كما تحدثت لكم آنفًا في التدوينة السابقة أنه سببه أنني لُفظتُ لفظة السيجارة من يد شاربها من كذا جريدة ومجلة ولم أُقبل فيها، ربما لركاكة الأسلوب وضعف البنية وجاهلية الألفاظ وسوء الفِكر أو ربما لأني لديّ أُذنين إحداهما كبري بنسبة صغيرة عن الثانية ؟
لذا أحاول أن أحقق الحُلم القديم والذي أسعي إليه حثيثًا جاهدًا وهو العمل في الصحافة لعل في يوم من الأيام، أحدهم يسمعُ بالمدونة، فيسأل عن صاحبِها ويهتدي إليه، وتلك هي الرامة الأولي .

2- ربما تكون الرامة الثانية _ أي السبب الثاني_ مُتناهي عن التعريف .. بعيد الغور عنه .. ولكن هذا بالفعل السبب الثاني وهو :
أنني أجد في الكتابة عن الكتب مثلاً أو الأفكار أو الحديث عنها مُتعة أيمّا مُتعة، لا تعادلها أي شئ في الدنيا، فمثلاً الأحاديث عن الكرة لا تستهويني ولا حتي أنا أُتابع أي نوع من أنواع الكرة سواء داخليًا أو عالميًا، فقط أتسقط الأخبار حتي لا أكون جاهلاً وسط الباقين، ولكن عندما تأتي سيرة الكتب أشعر كأنني عُهد إلي أحضان أمي التي أشعر بالدفء عندها ...
وكذا ربما السبب الثاني كذا مشمول في التعريف بالعنوان الفرعي " لكِ يا هيباتيا" والتي تحدثت عنه في التدوينة الاولي كذا، وهي أن هيباتيا هي :
#
التجلي للانفعالات الوجدانية المرتبطة بالفؤاد وما يدور في رُدهاته ..
# التطوق والشغف والأمل للحبيبة التي سأُريدها أيمّا إرادة، وسأهواها أيمّا هوي، وسأُحبها أي حب، فهي ستكون رسائل مني إليها ، ولننتظر _ جميعًا_ رسائلها إليّ!
وبالمناسبة من أكثر العناوين التي ربما أكتب تحت ظِلها
..

فتلك هي " رامتان " خاصتي ...
وتلك هي النافذة التي من خلالها سألقكم ..
وأرجو أن أكون أزلت المداراة وتوهم المُصانعة ..

يقول الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري :
خذ رأيي وحسبك ذاك مني .... علي ما في من عوجِ وأمتِ


هناك تعليق واحد:

  1. رامتان
    اسم غريب لكنه ذو رونق خاص ربما كما ذكرت لم اسمع به من قبل ، ولم اتوقع سبب التسمية
    اوافقك رايا اننا بحاجة دوما للكتابة عن كل مايجول باعماقنا من اتراح وافراح ، ايضا من كلامك الغريب عن شخصية هيباتيا او هيبتا على اي حال جعلني في حالة شغف لحديثك عن تلك الفليسوفة الراحلة
    بمناسبة ذكرى موت العبقري طه حسين ( فتعيش وتفتكر )
    دمت بخير

    ردحذف